السياحة و الأثار

باحث أثري : بيع الآثار المصرية من متاحف عالمية بمثابة كارثة حضارية

احجز مساحتك الاعلانية

قال الباحث الآثري أحمد عامر دائما البطئ في التحرك لإنقاذ الآثر أو إتخاذ القرار دائماً ما يأتي بعد ذلك بعواقب سيئة وتُحزن الجميع، كارثة جديدة شهدها تمثالاً هاماً وهو تمثال “سخم كا” عندما تم عرضة للبيع في أحد صالات المزادات العالمية وجاء التحرك مُتأخراً من جانب الحكومة المصرية ووزارة الآثار لوقف عملية البيع وإتخاذ الإجراءات اللازمة للبحث عن حلاً.
وأشار “عامر” إن تمثال “سخم كا” يُعتبر أحد التماثيل الشهيرة التي تنتمي إلي الحضارة الفرعونية، وهو يعود إلي ما يقرب من أربعة الآف وخمسمائة عام، ويرجع تاريخة إلي عهد الأسرة الخامسة من عهد الدولة القديمة، أما عن وصف هذا التمثال، فنجد أنه يُمثل كاتباً أو مسئولاً في البلاط الملكي الفرعوني، وقد تم إستخراجة من الجبانه المنفية بالجيزة من منطقة أبو صير أو منطقة سقارة، هذا بالإضافة إلي أنه يمثل أحد أعمال فن النحت الفرعونى الرائعة، ونجد أن التمثال صُنع من الحجري الجيري الملون، وقد صمم الفنان “سخم كا” وهو جالساً علي مقعد بدون مسند للظهر، ونجد أننا نري بجانب ساقه الأيمن تجلس إما إحدي زوجاته أو إحدي بناته، وقد سُجلت أسماء وألقاب “سخم كا” علي قاعدة التمثال، وقد بلغ إرتفاع التمثال حوالي 75سم، ويُحتمل أن يكون خرج التمثال فيما بين عامي 1849م أو 1850م عندما إشتراه “سبنسرألوين” من أحد المصريين وقتها، وفي تلك الفترة كان لا يوجد قانوناً لحماية الآثار، هذا بالإضافة أننا ليس لدينا آية مستندات توضح لنا كيفية خروج التمثال من البلاد.
وتابع “عامر” إلي أن مشكلة التمثال قائمة منذ يوليو 2014 عندما طُرح للبيع في مزاد صالة “كريستي” وقتها، وتأتي خطورة هذا الأمر إلي أن إلي هناك متاحف عالمية بها آثاراً مصرية فمع مرور الزمن هل يمكن أن نري مثل هذا الموقف مرة ثانية حتي ولو علي المدي البعيد؟!، كما أنه لابد أن تتدخل منظمة اليونسكو وإصدار قانون يُجرم هذه الأعمال التي ممكن أن تُدمر التراث الحضاري، كما أن الحضارة المصرية ليست للبيع، فليس معني أن التمثال تم بيعه يجعلنا نقف صامدين بل علي العكس لابد من إيجاد حلول وتطوير أنفسنا نحن، ويكون لنا موقف قوي ومشروع مثل التهديد بمنع التعاون مع المتحف، أو وقف البعثات الخاصة به، وكثير من المتاحف والبعثات تدفع أموالاً لإيقاف عمليات التحرك ولإسترداد الآثار من الخارج، فنحن لن نقبل المساوامة علي آثارنا أو وضعها في مزادات علنية بغرض التجارة والتربح وعلي أساس أنها سلعة تُباع وتشتري، فالحضارة المصرية وتراثها الثقافي وآثارها ملكاً لنا وللإنسانية، فالآثر ليس بقيمتة المادية بقدر قيمتة التاريخية والحضارية.

رئيس التحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى